الذكري الـ 85 لمعركة أم التونسي تخلد في نواذيبو

19 أغسطس, 2017 - 15:15
جانب من الحضور الرسمي للندوة الثقافية لمعركة ام التونسي

نواذيبو/ ميثاق: أشرفت الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة الوطنية يوم أمس الجمعة 18/08/2017 على انطلاق وتنظيم ندوة ثقافية تحت عنوان: "التحية والعرفان لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز"؛ وذلك بمناسبة مرور 85 سنة على معركة "أم التونسي" يوم الأربعاء الموافق 18/08/1932 واشبتكت خلالها عناصر من المقاومة الوطنية مع الاحتلال الفرنسي وكبدته خسائر جسيمة.

وقد شهدت الندوة حضورا رسميا لافتا للسلطات الإدارية والأمنية والبلدية؛ حيث حضرها الوالي المساعد وحاكم المقاطعة والعمدة المساعد؛ فضلا قيادات عناصر من الدرك وأمن الطرق والشرطة؛ هذا بالإضافة إلى أساتذة جامعيين وباحثين ووزراء سابقين ووجهاء وإعلاميين، وجمع غفير من سكان المدينة غصت بهم قاعة الخيام.

 

 

وفي بداية الندوة تحدث رئيس الرابطة الأستاذ سعد بوه ولد محمد المصطفى الذي أوضح أن هذه الندوة تأتي بعد نجاح الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي قادها محمد ولد عبد العزيز والذي أعطى أولوية خاصة للمقاومة الوطنية؛ حيث أصبح لشهداء المقاومة تخليد وذكري.

ثم تحدث الوالي المساعد محمد محمود ولد المصطفى عن أهمية هذه الندوة التي تربط بين الماضي والمستقبل لإعطاء الأهمية والاعتبار لشهداء المقاومة الوطنية الذين تناستهم الأنظمة السابقة، وهو ما يعبر عن الاتجاه الوطني والرؤية المستنيرة للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، يقول ولد المصطفى؛ منوها بأن هذه الندوة تأتي بعد تصويت الشعب الموريتاني على التعديلات الدستورية بنسبة85% من المشاركين في انتخابات 5/8/2017.

 

 

 

وبعد كلمة الوالي المساعد فتح المجال للمحاضر الباحث الطالب أخيار ولد الطالب مامينه لإلقاء المحاضرة الرئيسية عن معركة أم التونسي وأهميتها في التاريخ الوطني والاستيراتيجي والخصوصي، فأوضح في البداية أنه لن يتحدث عن المقاومة الوطنية بشكل عام في هذه المحاضرة، وإنما سيتحدث عن معركة أم التونسي من حيث هي معركة قامت بها قبيلة أولاد الدليم بقيادة سيدي ولد الشيخ ولد لعروسي بالإضافة إلى عناصر من القبائل الأخرى؛ منوها بالدور التحريري المقاوم لهذه القبيلة التي شاركت في أغلب معارك المقاومة الوطنية ضد المحتل الفرنسي، وقدمت تضحيات كبيرة جعلت المستعمر ينتقم منهما بقسوة.

وكان من نتائج هذه المعركة قتل ستة فرنسيين في وقت واحد من بينهم نجل الرئيس الفرنسي ماكماهان بالإضافة؛ إلى كثير من الرماة السنغاليين .

وقد استشهد سيدي ولد الشيخ ولد لعروسي يوم الجمعة بعد يومين من انتهاء المعركة بالإضافة إلى استشهاد عدد من عناصر المقاومة الوطنية وجرح آخرين.

 

 

 

بعد هذا العرض؛ فتح مجال المداخلات والتعقيبات حيث تدخل عدد كبير من الباحثين والشخصيات المهتمة بتاريخ المقاومة كان في مقدمتهم الأستاذ الجامعي رئيس قسم التاريخ بجامعة نواكشوط الباحث بتار ولد العربي حيث أشار إلى أن معركة أم التونسي تتميز بأنها ضمت اتجاهين حيث اجتهد البعض لمهادنة المستعمر تشجيعا للسلم في البلاد.

كما تدخل الباحث محمد عالي ولد البخاري مذكرا بأن البعد الديني الإسلامي كان هو الموجه الرئيسي للمقاومين حيث انطلق الكل من فتاوى توجب مقاومة العدو.

وتوالت المداخلات لتنتهي قبيل صلاة العشاء.

 

 

 

وقد شاركت النسوة بحضور ملاحظ حيث ألهبن الجو بالزغاريد والتصفيق مما خلق حماسا كبيرا صاحب المحاضرة.

وفي الختام رد المحاضر الطالب أخيار على الملاحظات التي أثيرت، ثم طالب الجميع بالعمل على عقد الندوة المقبلة في أم التونسي نفسها؛ وهو ما وافق عليه رئيس الرابطة الأستاذ سعد بوه ولد محمد المصطفي.

إضافة تعليق جديد