الرئيس دونالد ترامب.. هل هو فعلاً رجل روسيا في أمريكا أم أنه رجل نفسه؟/ أ.د. علي الهيل

14 مايو, 2017 - 11:21

كل رؤساء أمريكا على الأقل منذ سنوات الحرب الباردة كانوا ينظرون إلى الإتحاد السوفييتي و معه كتلته الأوروبية الشرقية على أنه العدو.  بعد انتهاء الحرب الباردة بداية التسعينات إنتهى الإتحاد السوفييتي و حلت روسيا أو جمهورية الإتحاد الروسي محله.  لم تختلف النظرة كثيراً إلى روسيا فهي إبنة الإتحاد السوفييتي و أكبر دوله و لاسيما في عهد الرئيس فلاديمير بوتين.

إلى درجة ما بوتين يذكر أمريكا و أوروبا بالإتحاد السوفييتي في كثير من سياساته.  إختلف الوضع كثيراً مع مجيء دونالد ترامب رئيساً لأمريكا.  دونالد ترامب رئيس إستثنائي شذَّ عن كل رؤساء أمريكا تقريباً في كل شيء-فالإقالات بدءاً من مستشار الأمن القومي ستيف بانون Steve Bannon الذي عيّنه هو ممتدحاً قدراته و انتهاءً بجيمس كومي رئيس ال F.B.I الذي امتدحه أيضاً و بينهما شخصيات أخرى عيّنها ثم أقالها.  الأهم من هذا نظرته لروسيا التي رفع عنها كونها العدو لأمريكا و الناتو و أوروبا.

لا يُعرف بالتحديد لماذا؟ في حديث لسيرجي مِليان Sergei Millian الملياردير الروسي مع البي بي سي قبل شهر تقريباً أن الرئيس ترامب منذ أكثر من عقد و هو يجني مئات الملايين من الدولارات من إستثمارات الروس في إمبراطوريته العقارية و من إستثماراته في روسيا. هذا الكلام هو ما أكده أبناء الرئيس ترامب في مؤتمر العقارات في نيويورك قبل زهاء الشهرين.

يبدو أن علاقة الصداقة الشخصية بين الرئيس ترامب و الرئيس بوتين تدخل في هذا الإطار، إذ أن كما يقول المعارضون الروس من داخل روسيا أن الرئيس بوتين متورط في عمليات فساد و غسيل أموال.  المعروف أن بعضهم قد تم إغتياله في داخل روسيا و بعضهم أُغتيل في خارجها.

الذي يشاع حول إقالة جيمس كومي هو أنه كان على وشك البوح بنتائج تحقيقاته في علاقة روسيا و المخابرات الروسية و مجلس الدوما و الرئيس بوتين شخصياًّ بتوصيل الرئيس ترامب لرئاسة أمريكا.  كان هذا طموح الإتحاد السوفييتي السابق و روسيا منذ نهاية الحرب الباردة رسمياًّ و هو أن يصل رئيس أمريكي موالٍ لروسيا.  يبدو أن الرئيس ترامب وجدت فيه روسيا ضالتها إذ أنه ملتي ملياردير.  يبدو أنَّ من السهل إقناع رجل أعمال أمريكي أكثر من إقناع أمريكي آخر يُؤْمِن بمبادىء الآباء المؤسسين لأمريكا.  السبب هو أنه غالباً ما يرتبط المال بالفساد و رجل الأعمال يمكن في الغالب شراءَهُ على عكس الشخص الذي لا يرتبط بصناعة المال.

أستاذ جامعي و كاتب قطري

رأي اليوم

إضافة تعليق جديد