اسرار اختراق “الموساد” للاجتماعات العربية.. (سري وخطير للغاية)

13 أكتوبر, 2016 - 11:00

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
في الثالث عشر من شهر أيلول (سبتمبر) من العام 1965، عُقد في الرباط بالمغرب، مؤتمر القمّة العربيّة، الذي كان تحت رعاية العاهل المغربيّ، حسن الثاني.
الزعماء العرب توافدوا إلى المكان، ولكنّ أحدًا منهم لم يكُن يعلم أنّ الموساد الإسرائيليّ، الاستخبارات الخارجيّة، أقام له فرعًا في المغرب، بموافقة الملك، وأنّه كان يتجسس من هناك على الدول الأعداء لإسرائيل، وفي مقدّمتها مصر، التي كان يقودها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
اليوم، بعد مرور 61 عامًا بالتمام والكمال على القمّة العربيّة، سمحت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة بنشر التفاصيل الكاملة عن العلاقات السريّة بين الموساد والمغرب، التي بدأت في أوائل الستينيات من القرن الماضي، على خلفية طلب المغرب من إسرائيل تقديم المساعدة للمغاربة في تصفية المُعارض المغربيّ المشهور، المهدي بن برقة.
قبيل انعقاد القمّة العربيّة في الرباط، كشفت اليوم الخميس صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، في تقريرٍ مطوّلٍ ومُفصّلٍ، كشفت النقاب عن أنّ العاهل المغربيّ أمر بتخصيص جناحٍ كامل من الفندق الذي عُقدت فيه القمّة العربيّة لرجال الموساد الإسرائيليّ، لكي يتمكّنوا من توثيق وقائع المؤتمر، الذي كان مغلقًا في قسمه المُهّم، ولكن في اللحظة الأخيرة، أصدر الملك تعليماته بإلغاء الخطّة، خشية اكتشاف أمر تواجد رئيس الموساد، مئير عميت ورجاله في الفندق.
ولكنّ عدم تواجد الموساد داخل قاعة المؤتمرات لم تُقلل من أهمية الحدث ومن تداعياته.
فبحسب رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) آنذاك، الجنرال شلومو غازيت، الذي تحدّث للصحيفة، فبُعيد انتهاء المؤتمر، حصل الموساد الإسرائيليّ على جميع المعلومات والوثائق والمستندات والخطابات التي أُلقيت في المؤتمر. ولفت في سياق حديثه إلى أنّ القضية الأكثر خطورةً، والتي كُشف النقاب عنها، كانت تتعلّق باستعدادات الجيوش العربيّة لمحاربة إسرائيل.
وزاد قائلاً: عندما حصلنا على الوثائق تبينّ لنا أنّ جميع قادة الجيوش العربيّة أكّدوا خلال إلقائهم لكلماتهم في المؤتمر على أنّ الجيوش العربيّة ما زالت بعيدة عن أنْ تكون جاهزةً ومُستعدّةً لخوض الحرب ضدّ إسرائيل.
وشدّدّ في سياق حديثه على أنّ هذه المعلومات كانت بالنسبة لإسرائيل أكبر كنز إستراتيجيّ، حيث قام الموساد، الذي يتبع مباشرةً لديوان رئيس الوزراء، بتزويد المستوى السياسيّ بالمعلومات القيّمة عن عدم استعداد الجيوش العربيّة للمُواجهة العسكريّة.
كما زعم أنّه خلال القمّة نشب جدال، ممزوجًا برفع الأصوات بين الزعيم المصريّ الراحل، جمال عبد الناصر، والعاهل الأردنيّ في تلك الفترة، الملك حسين، وأضاف أنّ هذا الإنجاز، هو من أهّم الإنجازات التاريخيّة التي حصلت عليها المُخابرات الإسرائيليّة منذ إقامة الدولة العبريّة وحتى اليوم.
ولفت الجنرال غازيت إلى أن تحليل التسجيلات أكّد لصنّاع القرار في تل أبيب على أنّ الأحاديث العربيّة عن مشروع الوحدة، ما هي إلّا ثرثرة، لا أكثر ولا أقّل، وأنّه لا يوجد بين الدول العربيّة موقفًا موحدًا ضدّ إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، قال إنّ التسجيلات أكّدت على أنّ الدول العربيّة تُخطط لشنّ حربٍ ضدّ الدولة العبريّة، وعلينا أنْ نستعّد لذلك بشكلٍ جديٍّ، على حدّ تعبيره.
وبفضل التسجيلات، شدّدّ الجنرال غازيت، تبينّ للمُخابرات الإسرائيليّة أنّ الجيوش العربيّة ليست جاهزةً لخوض حربٍ ضدّ إسرائيل، وهذا الأمر أكّد للقيادة العليا في الجيش ما كانت تشعر به دائمًا، بأنّ الجيش الإسرائيليّ سينتصر في المعركة ضدّ مصر. وتابع: توصّلنا إلى نتيجة مفادها أنّ سلاح المدرعات المصريّ في حالةٍ مُزريةٍ للغاية، وليس مُستعدًا للقتال.
علاوة على ذلك، قال الصحافيّ رونين بيرغمان، الذي أجرى اللقاء مع غازيت، والذي سيُنشر كاملاً في عدد الصحيفة غدًا الجمعة، كشف الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، كشف النقاب عن أنّه في العام 1985، عندما كان شيمعون بيريس، رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنيّة، ويتسحاق شامير وزيرًا للخارجيّة، قام بيريس بإرساله لإجراء مفاوضاتٍ سياسيّةٍ مع الرئيس الفلسطينيّ الراحل، ياسر عرفات، وأمره بأنْ يُبلغ شامير بأنّ الهدف من المحادثات مع عرفات هو محاولة التوصّل لاتفاقية تبادل أسرى، على حدّ تعبيره.
الجنرال غازيت، قال الصحافيّ بيرغمان، خائف جدًا على مصير إسرائيل كدولةٍ يهوديّة-ديمقراطيّة، ويحمل تنبؤات مُخيفة، وفي مقدّمتها، تلك التي تتعلّق بحرب الأيّام الستة في حزيران (يونيو) من العام 1967، حيث يقول: مرّت حوالي خمسين سنة على تلك الحرب، وما زلنا حتى اليوم نبحث عن حلٍّ لنتائج الحرب.
وأضاف: في “حرب الاستقلال” عام 1948 تمكنّا من إقامة إسرائيل، ولكن الانتصار في حرب الأيّام الستة من شأنه أنْ يؤدّي في نهاية المطاف لانتهاء إسرائيل كدولةٍ يهوديّة-ديمقراطيّة، على حدّ قول الجنرال غازيت.

إضافة تعليق جديد