زين العابدين بن علي... من رئيس "قوي" لتونس إلى منفي بالسعودية

15 يناير, 2016 - 16:39

فر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في ذروة "ثورة الياسمين" التي اندلعت في بلاده إلى السعودية في كانون الثاني/ يناير 2011. وتتسرب معلومات قليلة حول حياته في منفاه. وكان محاميه قد أعلن أن بن علي "لا يرغب في تقديم أي تفاصيل حول حياته في جدة".

يقيم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في جدة بالسعودية بعيدا عن الأضواء منذ الإطاحة به قبل خمس سنوات في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير 2011، بعد أن حكم تونس بقبضة من حديد طيلة 23 عاما.

في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير 2011، وبعد شهر من المظاهرات المعارضة له والتي قمعت بقوة، غادر بن علي إلى جدة برفقة زوجته ليلى الطرابلسي وابنتهما حليمة وابنهما محمد زين العابدين، تاركا السلطة.

ومنذ انتقاله إلى السعودية، نادرا ما تتسرب معلومات عن الرئيس التونسي المخلوع. ويكتفي محام له لبناني بإصدار بيانات صحفية للرد على تقارير تتناوله، في حين أن لا معلومات على الإطلاق حول طريقة عيشه والموارد التي يستفيد منها لتغطية نفقاته.

وقال محاميه أكرم عازوري لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الرئيس بن علي لا يرغب بتقديم أي تفاصيل" عن حياته في جدة.

أما ابنة الرئيس المخلوع نسرين فتوجهت مع زوجها رجل الأعمال صخر الماطري إلى قطر ثم إلى جزر سيشيل حيث يقيمان منذ كانون الأول/ديسمبر 2012.

رواية بن علي حول فراره

وفي عام 2011، قدم الرئيس التونسي الأسبق روايته عن فراره عبر محاميه، موضحا أنه كان ضحية مخطط وضعه المسؤول عن أمنه الجنرال علي السرياطي الذي قال له بأنه كانت هناك تهديدات باغتياله، ودفعه إلى المغادرة لنقل عائلته إلى مكان آمن، ثم منعه من العودة الى البلاد.

ويؤكد بن علي بأنه لم يعط أبدا "أوامر باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين". وتفيد حصيلة رسمية أن 338 شخصا قتلوا في قمع الثورة التي قامت ضد حكم بن علي.

حياة بن علي في السعودية

ومنذ استقراره بالسعودية، نشرت صور قليلة جدا لزين العابدين بن علي على حسابات لأولاده على إنستاغرام. في آب/أغسطس 2013، نشرت صورة له في لباس نوم على حساب لم يعد موجودا اليوم.

وقبل عام من ذلك، نشرت زوجته ليلى الطرابلسي كتابا بعنوان "حقيقتي" ترفض فيه اتهامات الفساد والتوجه الدكتاتوري للنظام السابق. وللمرة الأولى منذ فرارهما، نشرت صورة لبن علي بشعره الأسود المصبوغ مبتسما إلى جانب زوجته وهي ترتدي الحجاب، لينفيا بذلك شائعات حول طلاقهما.

بعد 5 سنوات على الإطاحة ببن علي... ماذا جنت تونس من "ثورة الياسمين"؟

وفي مقابلة مع صحيفة فرنسية عبر سكايب، حرصت ليلى الطرابلسي أيضا على نفي إصابة زوجها بمرض خطير والتقارير التي تحدثت عن إصابته بغيبوبة.

وحكم على بن علي وزوجته في حزيران/يونيو 2011 بالسجن 35 سنة غيابيا بتهمة اختلاس أموال. كما حكم على الرئيس السابق لاحقا مرتين بالسجن المؤبد لقمعه التظاهرات المعارضة. كما حكم عليهما معا أو كل بمفرده في قضايا أخرى مرتبطة بالفساد.

مصير عائلة بن علي

أما بالنسبة إلى بقية أفراد عائلته، فتقيم غزوة ودرصاف وسيرين، بنات بن علي من زوجته الأولى نعيمة الكافي، في تونس.

ودرصاف "مريضة" بحسب زوجها رجل الأعمال سليم شيبوب الذي عاد إلى تونس في 18 تشرين الثاني/نوفمبر2014 من دولة الإمارات العربية المتحدة التي أقام فيها منذ مغادرته البلاد إبان الثورة.

ومثل شيبوب فور عودته إلى تونس أمام القضاء الذي أصدر بحقه مذكرة توقيف "بخصوص عقد استشاري مع المجموعة الصناعية الفرنسية ألستوم"، وفق محاميه سمير السعيدي. وفي 12 كانون الثاني/يناير الحالي، أفرج عنه القضاء بشكل مؤقت لانتهاء الأجل القانوني الأقصى للتوقيف والمحدد بـ 14 شهرا.

ويُلاحَق شيبوب في قضايا يتعلق أغلبها باستغلال نفوذ وفساد مالي خلال فترة حكم بن علي (2011/1987)، بحسب محاميه.

ويعيش شقيق لليلى الطرابلسي يدعى بلحسن طرابلسي في كندا. وهو رجل أعمال ثري ومتهم بأنه من بين الذين سيطروا على مقاليد البلاد اقتصاديا وباستغلال النفوذ بشكل غير مشروع. وهو معرض للطرد من كندا بعد أن رفض طلب اللجوء الذي قدمه العام الماضي.

أما عماد الطرابلسي، ابن شقيق ليلى، فهو في السجن في تونس.

المصدر