موريتانيا: حين ينافس الأغنياء الفقراء في ثروة "المحار"

1 ديسمبر, 2015 - 08:36

منذ سنة 2003 يعمل محمد ولد معطى القادم من مدينة النعمة بالشرق الموريتاني في مهنة استخراج "المحار" من سباخه شمال العاصمة نواكشوط عبر نصب شباك حديدية وإلقاء الرمل عليها بحيث تتم تصفية المحار وفصله عن الرمل، ثم تبدأ عملية تسويقه وبيعه إذ يتم استخدامه في صناعة اللبِن وأعمال البناء.

يبدأ ولد معطى الذي يقطن في نواكشوط يوم عمله في الصباح الباكر متجها إلى الكيلومتر 40 شمال العاصمة حيث ينصب شباكه المصنعة محليا لتصفية "المحار" من بين ركام الكثبان الرملية، ثم يعود في المساء وقد أنهكه التعب بعد ساعات طوال من العمل في ظروف قاسة تحت حر الشمس وبرد الشتاء.

مثل ولد معطى مثل عشرات من العاملين في هذه المهنة، الذين يقيم بعضهم أياما وربما أسابيع في هذا المكان تحت ظل أعرشة وخيم لا تقي برد الشتاء ولا حر الشمس، بينما يغادر البعض منهم كل مساء إلى العاصمة والأحياء القريبة منها.

يقول ولد معط إن ساعات من العمل المتواصل يوميا من طرف أربعةأشخاص بالكاد توفر حصيلة كافية لملء شاحنة لقاء مبلغ 14,000 ألف أوقية،  وهو ما يقول إنه جعل العاملين في هذه المهنة يطالبون بزيادة المبلغ دون جدوى ليجدوا أنفسهم مرغمين على الرضى بالسعر الأول رغم ضعفه كما يقول.

ويقول هؤلاء العاملون إنهم يواجهون مصاعب عديدة إلى جانب معاناتهم اليومية في العمل الشاق؛ من أبرزها عدم توفر المياه في المنطقة ما يجعل كل مجموعة مكونة من 18 عاملا تشتري حمولة خزان مياه بسعر يصل إلى 24 ألف أوقية تزودهم بالماء لمدة أسبوع.

ورغم ظروف العمل الصعبة فإن العاملين في مجال استخراج "المحار" يخشون من ما يقولون إنه التهديد المستمر بالطرد والملاحقة في ظل غياب بديل يوفر لهم مصدر عيش كريم.

فمنذ بدء الأشغال في المطار الجديد شمال العاصمة تم ترحيل هؤلاء إلى نقاط أبعد من العاصمة، قبل أن يفرض عليهم لاحقا الالتزام بالعمل في الجانب الشرقي من الطريق وهو ما يقولون إنه لا يتوفر إلا على نسبة قليلة من "المحار" في التربة.

كما أنهم يخشون من التهديد بفرض ضرائب تلقوا وعيدا بفرضها عليهم مقابل السماح لهم بمزاولة هذه المهنة، فيما يؤكد آخرون منهم أن الجرافات باتت تشكل منافسة شديدة لهم، ويطالبون بحمايتهم منها.

مصدر