غثاء كغثاء السيل (8) / باريكي بياده

6 نوفمبر, 2015 - 12:27

ما فتئ المسلمون يفترقون ويتفرقون وصد الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إذ قال تفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وحين عرّفها قال ما عليه أنا وأصحابي والله المستعان ! فهل كان يحكم مملكة أو إمارة أو جمهورية ؟!! كيف حكم الخلفاء الراشدون من بعده أشورى

وبيعة فخلافة أم فترة انتقالية وانتخابات (نزيهة) فحكومة منتخبة ومعارضة معتدلة وأخرى غير معتدلة ؟! هل كان الصحابة قوميون عرب وأين القومية العربية من كلام بلال وسلمان وصهيب في سيد قريش آنذاك أبو سفيان حين كان مشركا فانتقدهم أفضل الأمة الصديق فقال له سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لإن كنت أغضبتهم فقد أغضبت ربك !! فأدرك الخطر الذي أوقع فيه نفسه رضي الله عنه وهو مجرد أن سألهم أتقولون هذا لسيد قريش ؛ وقام من فوره واسترضاهم فرضوا عنه فاستراح لرضاهم أيما راحة ! هل كان التابعون سنة ؛ إخوان ؛ سلفيون ؛ تبليغيون ، وتابعوهم ؛ شيعة ؛روافض ؛ صفويون ؛ إثنى عشريون ؟! قال تعالى {ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}وقال أيضا{إنَّ الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} وقال أيضا{وَلا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} إن العار كل العار أن يفخر أهل السنة بقوة آمريكا وموالاتها والشيعة بقوة روسيا وموالاتها ؛ أن يستجير هؤولاء من تركيا بروسيا وأولائك من إيران بالأمريكان !! ؛ قال ترومان في الحرب العالمية الثانية : سنقدم المساعدة للسوفيت ضد ألمانيا وإذا قاربت على النصر سندعم ألمانيا وبهذا يقتتلان حتى يخسرا أغلب رجالهما واقتصادهما ؛ فما بالك بدعمهم للمسلمين ؟! يُظاهرون أضعفنا ليأكل أقوانا ليتفرغوا هم للأول فيأكلوه بسلاسة كما فعل الغرب بطالبان وبن لادن وكما فعلوا بصدام ضد الجمهورية [الإسلامية] الإيرانية رغم أنف المملكة [العربية] السعودية وأقول للمستغربين لهذا المنطق لا فضل لعربي سني ولد في المدينة ومات بمكة على أعجمي شيعي ولد في قم ومات بكربلاء إلا بالتقوى ! وكما يفعلون الآن بالتحالف (العربي العبري الغربي) ضد اليمن ويفعل الروس ببشار ضد المعارضة المعتدلة أوالمتعادلة معه في الولاء لهم وتحكيمها لشرعيتهم وشريعتهم ومعاداتها لمن يكرههم كما يكرهونه ويعاديهم كما يعادونه ويقاتلهم كما يقاتلونه وكما فعلوا بالمالكي وفشلوا ويفعلون بلعبادي ضد الدولة الإسلامية ويفشلون وكما فعلوا وفعلوا وسيفعلون ؛ وبالمناسبة نبارك للأخيرة غزوة (شرم الشيخ - سان بطرسبرغ)المباركة فالطائرات المدنية إسقاطها أسهل ؛ والتكتم عليها مستحيل(ولو حاولوا نفي إسقاطها)وتأثيرها أعمق فعليهم بها في كل مكان وما كانت دماء مدنيينا بأرخص من دماء مدنييهم ولن تكون ! يتنافس علماؤهم مع اختلاف أربابهم وكتبهم وأنبياءهم في توحيدهم وتقويتهم مع مراعاة العداء المطلق لنا فترى علماءنا يعبدون ربا واحدا ويقدسون كتابا واحدا ويتبعون نبيا واحدا صلى الله عليه وسلم لكن يكفّر سنتهم شيعتهم وشيعتهم سنتهم فيستبيح العوام الدماء والأعراض والأموال مع مراعات ألا قبل لنا بغيرنا ولو قاتلونا وقتلونا وقتّلونا فمن أراد حمل السلاح منا فليحمله على الشيعة فإن انتصر فهو مجاهد مرابط بطل عند علماء السنة وإن قُتل فهو عندهم شهيد بدري أحدي قادسي ولا يمكن مقارنته إلا بمن حمل السلاح منا ضد السنة عند علماء الشيعة !! أما قتال اليهود فغباء وقتال النصارى فشقاء ؛ تعددت الجماعات والهدف واحد وهو أن نتشتت ونتقاتل ونضعف ليتحدوا ويتسالموا ويقووا ؛ يزينون لنا ديمقراطياتهم الخبيثة وحرياتهم البغيضة وقوانينهم الوضعية الوضيعة فنرنوا وننحني ونصبوا إعجابا وإجلالا ورغبة فيما هم فيه من ظاهر العز الكاذب والرفاه الزائل والعدل الزائف ؛ ويُنفروننا من خلافتنا الرشيدة وأخلاقنا الفطرية وشريعتنا السلمية السليمة فيسكن في قلوب أكثرنا أن الخلفاء خوارج والأخلاق رجعية والشريعة تطرف ( نعيب زماننا والعيب فينا ، وما لزماننا عيب سوانا ! ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب ، ولو نطق الزمان لنا هجانا ! وليس الذئب يأكل لحم ذئب ، ويأكل بعضنا بعضا عيانا !! ) [ ليت شعري من كان الإمام يقصد غيرنا وزماننا ؟! ] ؛ خرج عشرات بل مئات آلاف السوريين عربا وأكرادا منهم مسلمون سنة وشيعه ومسيحيون أورتودوكس وكاتوليك ومنهم غير ذلك والجميع فضل رمضاء أوروبا على نار العرب التي هي السبب الأصلي لخروجهم من شامهم ؛ [ اللهم اجعل كل بلد لأهله شام ] ! في الوقت الذي تنسق فيه آمريكا وروسيا وإسرائيل علنا لتكون الضربات علينا محكمة قاضية يتسابق دُمى المنطقة سنة وشيعة للولاء لهؤلاء وكل دمية تريد أن تكون هي الناجية وهيهات ! ( ومن كل فج ترقب الفجر طالعا ؛ وعن نظرات القدس قد حجب الفجر ! ودجلة ترنو للفراة كئيبة ، قد اقتسما حزنا وماءهما مر ؛ وتلك مياه النيل ساموا مذاقها ، فلم ينج لا بحر لدينا ولا نهر !! ) [ قد يكون معتوق شاعرا كبيرا لكن أنى له أن يتأمر على من قال هذا ارتجالا ؟! ] ؛ تقتل السعودية وآمريكا المسلمين لأنهم شيعة وتقتلهم إيران وروسيا لأنهم سنة وتقتلهم تركيا لأنهم أكرادا ومصر لأنهم إخوانا وأفغانستان لأنهم طالبان ونيجيريا لأنهم بوكو حرام والصومال لأنهم شبابا كل ذلك بدعوى الإرهاب ! سلمان يريد رأس روحاني الذي يريد رأس آل ثاني وبدوره يريد رأس بشار عدو أوردوغان المبغض للعبادي المتهم لعبدالله بقتال نصر الله ؛ والأخير يريد رأس سلمان ! أما السيسي وحفتر وعباس فتكفلوا بشعوبهم ؛ والغرب وإسرائيل وروسيا ينسقون ونقرُّهم عربا وأكرادا سنة وشيعة أننا يجب أن يقتل بعضنا بعضا بذريعة حكومات شرعية عند هؤلاء وغير شرعية عند أولائك ومعارضات معتدلة هنا وغير معتدلة هناك وجماعات متطرفة هنالك !!والشعوب منكسرة حائرة صامتة من تفوه منها بحرف مصيره السجن أبدا أو القتل أو التسليم إليهم ولا يرضيهم معا إلا رؤوس الجميع في شرق أوسطهم الجديد !! أليس منكم رجل رشيد ؟! أيا حكام أمتنا ! ( ألستم من تعلمنا على يدكم أن اعتصموا بحبل الله واتحدوا ؟! تشتتنا على يدكم فتبت كل أيديكم ! سئمنا من تشتتنا وكل الناس تتكتل ! ملأتم فكرنا كذبا وتزويرا وتأليفا ؛ أحبل الله يجمعنا وتبعدنا يد الفيفا ؟! هجرنا ديننا عمدا فعدنا الأوس والخزرج ! إذا صنعاء تشكونا فكل بلادنا يمن ! هو الإسلام لا أنتم فكفوا عن تجارتكم وإلا صار مرتدا ! سنبقى رغم فتنتكم فهذا الشعب موصول ؛ حبائلكم وإن ضعفت فحبل الله مفتول !! ) لو أنصف (الأمراء) هشاما لكان هو الأمير! لكنه كما قال لم يبحر ولم يعبر ! فاللهم استرنا بسترك الجميل !!